فضل الأب على أولاده من المستحيل أن يتم الإيفاء به ، ولعظم فضل الأب على الابناء ، جعل الله عز وجل عقوق الوالدين من أكبر الكبائر بعد الشرك بالله ، لهذا وفرنا لكم مختلف من ابيات شعرعن فضل الأب من أفواه كبار العرب.
محتويات
ابيات شعر عن فضل الاب
"وأعط أباك النصف حيا وميتا * وفضّل عليه من كرامتها الأما أقلّك خفا إذا أقلتك مثقلا * وأرضعت الحولين واحتملت تما وألقت عن جهد وألقاك لذة * وضمت وشمت مثلما ضم أو شما"
"ويا أبَتِي ، تلاشى ذلك التَّعَبُ كشمسٍ خلف تلك القمَّةِ الشمَّاءِ تَحتجِبُ سنونَ العمرِ قد ذهبتْ وأبقتْ في مُخيِّلتِي طيوفاً من مرارتها بكَتْ في جَفْنِيَ الْهُدُبُ أتذكُرُ يومَ أنْ كُنا على الأبواب نرتَقِبُ ؟! نرى ظِلاّ على الدربِ ولهفتُنا تزيدُ ، تزيدُ لَمَّا كنتَ تقتربُ لأنكَ سوفَ تحملنا على كتفيكَ في حُبِّ على عينيك والقلْبِ وكنتُ أظنُّ يا أبتي بأنِّي حين تحملُني تناجيني نجومُ الليل والشُّهُبُ لقد كُنا نرى ظِلاّ فلم نكُ مرَّة نرنو لوجهك في النهار ضُحى ولا ظهرا ولا عصرا ولا عند المغيب مَسا فإنك دائماً تَمضي إلى عمل معَ الفجْرِ تُقَبِّلُنا ، تُودِّعُنا.. ودمعةُ أُمِّنا تجري وإنك كنتَ في حَلَكِ الدُّجى تأتي تُطِلُّ كطلعةِ البدْرِ وفي عينيك نَوحُ أسى وجسمكَ هَدَّهُ التَّعَبُ ويبسِمُ ثغرُكَ الوضَّاءُ في شغف وتضحكُ كي تُخبِّئَ عن صغارِك كل آلام تُعانيها ولكنْ كنتُ من صِغري أرى الآلام تبدو من ثنايا البسمةِ الْحُبلى بآهاتٍ وأشجانِ وأنَّات وأحزانِ فمهما كنتَ – يا أبتي – تُواريها بنورِ جبينكَ الأَسنى وبسمةِ وجهكَ الأسمى وثغرُك باسما يبدو وبلبلُ دَوحِهِ يشدُو فكنتُ أرى ضلوعَ الصَّدْرِ تلتَهِبُ ومقلةَ عينِكَ الوسْنى تُكَفْكِفُ عبرةً حَرَّى وتنفثُ زفرةً أُخرى ومنكَ القلبُ ينتحِبُ .. ومَرَّ العُمْرُ طيفَ كَرى كبَرق في الظلام سَرى وأنت اليومَ قد جاوزتَ سِتِّينا من العُمْرِ مضَتْ.. لكنها كانت كحمْل الدَّينِ والصَّخْرِ وتبقى أنتَ نبراساً لنا – أبتي – تُنِيرُ حَوالكَ الدَّهْرِ تُعلِّمنا وتُرشدنا بعلمٍ منكَ لا تأتي به الكُتُبُ"
"مَشَى الطَّاووسُ يوماً باعْوجاجٍ فقلدْ شكَّلَ مَشيتهِ بنوه (شكَّل: أي مشوا على شكل مشيته) فقالَ عَلامَ تختالونَ؟ فقالوا: بدأْتَ بهِ ونَحنُ مُقلِدوه فخالِفْ سيرَكَ المعوجَّ واعدلْ فإنَّا إنْ عدلْتَ مُعدِّلوه أمَا تدري أبانا كُلُّ فرعٍ يُجاري بالخُطى مَن أدَّبوه؟!"
"أودُّ أنْ أحيا بفكرةِ شَاعرٍ؛ فأرَى الوجودَ يَضيِّقُ عَن أحلامِي إلّا إذا قَطَّعتُ أسْبابي مَعَ الدُّنيا وعِشْتُ لِوَحْدَتي وظَلامِي في الغابِ.. في الجبلِ البعيدِ عن الورى، حيثُ الطبيعةُ والجمالُ السَّامي فأعيشُ في غابِ حياةٍ كلُّها للفنِّ للأَحلامِ للإلهامِ لكِنَّني لا أستطيعُ، فإنَّ لي أمَّاً يصدُّ حنانُها أوهامي وصغار إخوانٍ يرون سَلامهمَ في الكَائناتِ مُعَلَّقاً بسَلامي فقدوا الأب الحَاني، فكنتُ لضعفهم كهفاً يَصدُّ غوائلَ الأيامِ ويَقِيهمُ وهجَ الحياة ولَفْحَها ويذودُ عنهم شرّةَ الآلامِ"
شعر عن الأب الله يطول بعمره
"طوى بعض نفسي إذ طواك الثّرى عني * وذا بعضها الثاني يفيض به جفني أبي ! خانني فيك الرّدى تقوضت * مقاصير أحلامي كبيت من التّين وكانت رياضي حاليات ضواحكا * فأقول وعفّى زهرها الجزع المضني فليس سوى طعم المنّية في فمي * وليس سوى صوت النواب في أذني ولا حسن في ناظري وقلّما * فتحتهما من قبل إلا على حسن وما صور الأشياء ، بعدك غيرها * ولكنما قد شوهتها يد الحزن أبحث الأسى دمعي وانهيته دمي * وكنت أعدّ الحزن ضربا من الجبن بمستنكر كيف استحالت بشاشتي * بمستنكر في عاصف رعشة الغصن يقول المعزّي ليس يجدي البكا الفتى * وقول المعزّي لا يفيد ولا يغني شخصت بروحي حائرا متطلعا * إلى ما وراء البحر أدنو وأسعدني ويا ليتنا الأرض انطوى على بساطها * فكنت مع الباكين في ساعة الدفن لعلّي أفي تلك الأبوة حقها * وإن كان لا يوفى بكيل ولا وزن فأعظم مجدي كان أنك لي أب * وأكبر فخري كان قولك : ذا إبني ! أبي ! وإذا ما قلتها فكأنني * أنادي وأدعو يا بلادي ويا ركني لمن يلجأ المكروب بعدك في الحمى * فيرجع ريّان المنى ضاحك السن ؟ خلعت الصبا في حومة المجد ناصعا * ونزّه فيك الشيب عن لوثة الأفن وكنت ترى الدنيا بغير بشاشة * كأرض بلا ميناء وصوت بلا لحن وكنت إذا حدّثت حدّث شاعر * لبيب دقيق الفهم والذوق والفنّ فما استشعر المصغي إليك ملالة * ولا قلت إلاّ قال من طرب : زدني على ذلك القبر السلام فذكره * أريج به نفسي عن العطر تستغني"